الصفحة الرئيسية » مقالات » إلى الساسة الكورد (بالكيل الذي به تكيلون.. يُكال لكم)

إلى الساسة الكورد (بالكيل الذي به تكيلون.. يُكال لكم)

سنحاريب أويتر

في الوقت الذي يحاول السيد العبادي إجراء إصلاحات وزارية ومحاولة تشكيل حكومة تكنوقراط للنهوض بالواقع المرير الذي يعيشه المواطن العراقي منذ سقوط النظام الدكتاتوري وما تبعه من فساد في كل مفاصل الدولة كنتيجة للمحاصصة الطائفية، والذي ألقى بظلاله المظلمة على الواقع العراقي لتفوق خطورته برأيي خطورة الإرهاب. نرى منذ إعلان السيد العبادي الإصلاحات، محاولة الساسة الكورد الحفاظ على المكاسب الكوردية في بغداد حتى لو كان ذلك على حساب تلك الإصلاحات التي قد تكون بارقة أمل للعراقين في الخروج من نفق مظلم، خصوصا بعد أن أعلن العبادي الترشيق الوزاري وقدم لرئاسة مجلس النواب أسماء الوزراء للكابينة الجديدة (كابينة التكنوقراط). وقد جاءت تصريحات الساسة الكورد والتي نشرت على المواقع الإكترونية والتواصل الاجتماع بالمطالبة بنسبة عشرين بالمئة للكورد في الكابينة الجديدة تارةً، وأربع وزارات من أصل 19 وزارة من التي سيشملها التغيير تارةً أخرى.. ليليها انسحاب أحد الأسماء المرشحة لشغل وزارة في الكابينة الجديدة من الكورد، والأهم.. ما صرح به بأن تسمية أي وزير من دون موافقة التحالف الكوردستاني حتى وإن كان كوردياً فهو لا يمثل الكورد!!. هنا أود أن أسال القائمين على السلطة في الإقليم من الساسة الكورد: كيف هو حال المكونات المتعايشة معكم في الإقليم الذي هو تحت إدارتكم.. خصوصاً شعبنا (الكلدواشوري)؟؟.

وهنا تتبادر إلى ذهني جملة من الأسئلة حول هذا الأمر وكالآتي:

ـ هل التدخل في انتخابات كوتا شعبنا لبرلمان الإقليم أو مجالس المحافظات وذلك بتوجيه أناس من خارج شعبنا للتصويت لبعض المرشحين.. يجعلهم ممثلين عن شعبنا في تلك المواقع؟.

ـ هل أن ممثل شعبنا في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في الإقليم والذي تم تسميته من قبل حزب كوردي دون الرجوع إلى ممثلين شعبنا في البرلمان.. يجعله ممثلاً لشعبنا؟.

ـ هل أن تنصيب مدير عام للوقف المسيحي في الإقليم وبنفس الطريقة.. يجعله ممثلاً لشعبنا في وزارة الأوقاف؟.

ـ هل أن تنصيب مدراء النواحي والدوائر الحكومية في المناطق التاريخية للكلدوآشوريين من أشخاص مسيحيين منتمين للحزبين الكبيرين: الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني.. وخير مثال على ذلك مدير ناحية عنكاوا، يجعلهم ممثلين لشعبنا؟. والقائمة تطول وتطول.

ليس هذا فقط.. بل أن الساسة الكورد طالبوا بحل المشكلة المالية بين الإقليم وبغداد، وعلى بغداد دفع المستحقات المالية للإقليم، وهنا لست بصدد مناقشة والحديث حول أحقية الإقليم من عدم أحقيته بهذا الشأن، لكن ما يهمني هو تصريحات السيد نجرفان البرزاني وبعض الساسة الكورد بأن بغداد لا تتعامل معنا كشريك حقيقي!.

وهنا أريد أن أتوجه للسيد نجرفان وحكومته بالسؤال: هل تتعامل حكومة الإقليم مع باقي مكونات الإقليم كشريك حقيقي؟.. خصوصاً شعبنا الكلدوآشوري صاحب التاريخ والنضال والأرض؟؟. إن كان الجواب نعم، فعليه وحكومته الإجابة على الأسئلة الآتية:

ـ هل أن شعبنا ممثل في كابينة السيد نجرفان؟.

ـ هل تم تمثيل شعبنا في محافظة دهوك (نوهدرا) بمنصب نائب المحافظ باعتباره القومية الثانية عدداً والأولى تاريخياً في المحافظة؟. ـ هل أن شعبنا ممثل في كل الهيئات والمؤسسات الحكومية؟.

ـ هل أن مدير عام المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية هو من أبناء شعبنا؟.

ـ هل أن جميع مدراء الأقضية والنواحي والدوائر الحكومية في المناطق التاريخية لشعبنا هم من أبناء شعبنا؟.

ـ هل لشعبنا ميزانية خاصة ضمن ميزانية الإقليم لتطوير قرى وقصبات شعبنا أسوة بالقرى الكوردية؟.

وهل.. وهل.. وهل؟؟.

هنا أريد أن أوضح بأني لست أدافع عن السيد العبادي أو حكومته، لكني أريد أن أقول للساسة الكورد (بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم).

شاهد أيضاً

أضواء على مفهوم المرجعية لدى غبطة الكاردينال لويس ساكو

توما خوشابا في حديث لغبطة الكاردينال البطريرك لويس ساكو الجزيل الاحترام تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، …