تصريح من حزب أبناء النهرين حول التظاهرات الشعبية في العراق

شهد الشارع العراقي يوم الثلاثاء الأول من تشرين الأول 2019 تطورا هاما كأحد إفرازات العملية السياسية التي تشهدها البلاد، وذلك عبر انطلاق تظاهرات شعبية حاشدة في ساحة التحرير ببغداد ومناطق أخرى من العاصمة بالإضافة إلى عدد من المحافظات العراقية الجنوبية كرد فعل طبيعي، حيث عبر المتظاهرون عن مطالبتهم بالتغيير انطلاقا من رفضهم للواقع المرير الذي يعيشه الشعب العراقي اليوم ولا سيما في مجالات سوء الخدمات وغياب فرص العمل للشباب وخريجي المعاهد والجامعات وأصحاب الشهادات العليا، واستشراء الفساد والتلكوء في مكافحته وغياب أية معالم واضحة للبناء والإعمار في بلد خرج للتو من أقسى حرب مع الإرهاب لكنه في ذات الوقت يملك الكثير من الخيرات التي تضمن له التنمية والتطور.

ومما يؤسف له أن هذه التظاهرات ورغم سلميتها ومشروعية مطالبها فقد قوبلت باستعمال مفرط للقوة من قبل القوات الأمنية التي استخدمت خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والحي لتفريقها، ما أدى إلى سقوط ضحايا عدد من الشهداء ومئات الجرحى.

إن حزبنا.. حزب أبناء النهرين، إذ يرى في مطالب المتظاهرين أنها مطالب مشروعة تماما وتدخل ضمن أبسط الحقوق الإنسانية والخدمية لأي شعب، فضلا عن تثمينه للطابع الوطني الخالص لهذه المظاهرات التي شارك فيها أبناء الشعب العراقي بملء إرادتهم دون أي تحزب وبعيدا عن أي صورة من صور الطائفية المقيتة التي حكمت العراق وتسببت في تخريبه منذ عام 2003 حتى اليوم:
فإنه يؤكد على ضرورة استمرار سلميتها والحفاظ على هذه السلمية من خلال عدم التعرض للمنشآت العامة والخاصة والقوات الأمنية.
مع الحذر كل الحذر من تسييسها وتوظيفها من قبل جهات هي في الحقيقة سبب من أسباب هذا الواقع المرير. وبالتالي تأييد الحزب الكامل لهذه الوقفة الشجاعة لأبناء الشعب وللمطالب المشروعة للمتظاهرين الذي هم في غالبيتهم من الطبقات المسحوقة جنبا إلى جنب مع نخب الأكاديميين والمثقفين ومن باقي شرائح الشعب العراقي، وذلك من أجل الخلاص من هذا الواقع المرير المؤدي إلى استمرار الخراب في هذا البلد بدلا من بنائه.

الرحمة لشهداء شعبنا العراقي العظيم.
الشفاء العاجل للجرحى.

حزب أبناء النهرين
2 تشرين الأول 2019