الصفحة الرئيسية » مقالات » شمايل ننو مدرسة رصينة في المبادىء الاصيلة

شمايل ننو مدرسة رصينة في المبادىء الاصيلة

لطيف نعمان سياوش

هل يعقل بهذه البساطة وبهذه السهولة تغادرنا وأنت القوي الذي عهدتك مذ تعرفت اليك ؟..
شمايل ننو الجبل الاشم ، والمغوار  القوي الذي لم يتزحزح يوما ، اليوم هو الثالث الذي ترجل من على صهوة فرسه .. لكنه لم ولن يبارح مخيلتنا مهما مرت السنين وطال البعاد والفراق ..
نعم ترجل ولكن اي ترجل كان هذا ؟..
لم أذق طعم المرارة والعلقم مثلما ذقتها برحيلك ياصديقي ، ومثلما ذاقها جميع رفاقك وذويك ومحبيك ..
آه ياصديقي والف آه كم كنت شجاعا وجسورا ومغامرا ومحبا للحقيقه ومدافعا عن الحق ..كم كنت تنبذ كل انسان يحيد عن قيمه ومبادئه ؟..
يقينا لهذه الاسباب كان رحيلك مبكرا وأنت في عز العطاء وفي آوج جبروتك ، والعالم حواليك منشغل حتى أذنيه تتجابه التفاهات والمصالح الضيقة بعيدا عن الاصالة والقيم..
شمايل ننو القامة المرتفعة الشاهقة.. قامة في الوطنيه والقوميه والمبادىء الرصينه .. قامة في الحنكة والسياسة ..
شمايل ننو مدرسة رصينة في المبادىء الاصيله .. تعلمنا منك الكثير وكنا بحاجة الى المزيد المزيد قبل أن تغادرنا .. غادرتنا قبل أن تكمل المشوار ..
قبل أن يبارح جثمانك المسجى على العربه عتبة الدار وقف ابناؤك حواليك وصدح صوت خورا يقول كلمة الوداع التي هزتنا جميعا :- (أذهب أبي يرحمك الرب .. لم تقصّر معنا .. لقد أديت الواجب تجاهنا .. أديته على أكمل وجه).. كلمات قليلة ملؤها الوفاء والالم يؤبن فيها الابن ابيه ..
من ينسى شمايل ننو الصوت القوي المدوي تحت قبة برلمان كردستان وفي أروقته بالدفاع عن قضايا شعبنا الكلدو آشوري السرياني بما أوتي من قوة وثقافة ؟..
البرلماني والسياسي المدافع الحقيقي عن أراضي وعقارات وأملاك أبناء شعبنا في كل محافظات العراق وخصوصا في كردستان ..
من ينسى شمايل الانسان المتواضع ، الجسور  ، المثقف ، الواعي ، الممتلىء حبا لجميع الناس ، والممتلىء طيبة ونقاء ، المحب للتاريخ والجغرافيا ، المتشبث بالارض والوطن ، والمتطلع الى مستقبل أفضل؟..
كل جمال الدنيا كنت أجده فيك صديقي .. كنت متميزا في كل شيء ..مجددا في حياتك .. فنانا في أختياراتك .. حتى في تسميات عيالك : – (خورا – أوارا – روم راما – بنيثا) .. ياسلام على هذه التسميات والاختيارات المليئة بالحلاوة ..
لقد كنت صديقي قائدا حقيقيا .. لا بل أفضل القاده الذين ناضلوا من أجل وحدة شعبنا ، ووحدة كلمتهم ، ووقفوا بوجه كل من أراد شرذمة وتفرقة أمتنا ..
يشهد جميع اقرانك الطلبه بحقك مذ كنت طالبا تدرس الهندسه في بغداد آليت على نفسك أن تخوض غمار النضال والكفاح من أجل بعث الروح القوميه والوطنيه الحقه في صفوف الطلبه ، وتحدّيت بذلك ظلم وجبروت الحزب الحاكم عندما كان في أوجه ..
لن انس حكمتك المقدسه التي تقول فيها متشددا :- (أوصفونا كما تشاءوا .. قولوا : – كلدان – سريان – اشور – كلدو آشور ..الخ ..اختاروا أية تسمية تريدون ، ولكن فقط آمنوا بأننا شعب واحد لم ولن يتجزأ)..
كم كنت تتألم وتتمزق من كل جهد يسعى لشرذمة وتشتيت ابناء شعبنا الواحد؟..
تبقى ياصديقي قامة شامخة أصيلة تتذكرها الاجيال ، ولعل الصدى الذي تركه رحيلك في نفوس كل من عرفك خير دليل وأفضل نيشان .. ولكن أكثر ما آلمنا أن رحيلك جاء مبكرا وقبل اوانه ونحن لازلنا بأمس الحاجة اليك ..
وداعا صديقي .. أطمأني أختي ليديا نتضامن معك ومع خورا ، وأوارا ، ورم راما ، وبنيثا ، ورفاقه في تذكّرنا لرفيق دربكم مهما طال الزمن وهو الصديق والاخ العزيز الذي لم نجد مثل صفاته في جميع من عرفناهم ..

شاهد أيضاً

أضواء على مفهوم المرجعية لدى غبطة الكاردينال لويس ساكو

توما خوشابا في حديث لغبطة الكاردينال البطريرك لويس ساكو الجزيل الاحترام تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، …