أبناء النهرين الصفحة الرسمية لحزب أبناء النهرين
تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثامنة والثمانين للمذبحة التي تعرض لها شعبنا الآشوري في سميل في السابع من آب عام 1933 والتي أوقعت آلاف الضحايا الأبرياء، ولنستحضر هذا التاريخ سنويا كيوم للاحتفاء بالشهيد الآشوري.وقد أضحت هذه الذكرى منذ عام 2014 متزامنة مع مأساة أبناء شعبنا في الموصل وسهل نينوى، ومعهم أبناء الشعب الإيزيدي، والذين وقعوا ضحية إرهاب (داعش)، فكانت بينهم كوكبة جديدة من الشهداء، ومختطفين ومهجرين نازحين، عبر جرائم صُنفت كإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.وإذ نحتفي بهذا اليوم، نقف خاشعين أمام تضحيات شهداء شعبنا وحركته القومية، ونتقدم في ذات الوقت، بالاعتذار لشهدائنا ولشعبنا، كوننا لم نحقق ما كانوا يصبون إليه، على الأقل طيلة العقود الثلاثة الماضية، بدءا من وحدتنا القومية وانتهاءً بنيل كامل حقوقنا المشروعة. حيث بات شعبنا اليوم تتقاذفه الانقسامات حتى أصبحت هويتنا المسيحية بديلة لهويتنا القومية. وما يؤسف له في هذا المجال هو أن المغذي الرئيس لتلك الانقسامات جاء من داخل شعبنا. أما عن حقوقنا المشروعة فإن انعكاس التشرذم الحاصل داخل شعبنا الآشوري بكل مسمياته، كان قد ألقى بظلاله على حقوقنا القومية، الأمر الذي سهل على الشركاء أن يتعاطوا مع شعبنا كمجموعة طوائف ليس إلا.وبالمقابل فإن الانتهاكات لا زالت مستمرة ما أدى إلى هضم حقوقنا هذه، إلى جانب أسباب أخرى دعت الغالبية من شعبنا أن يتركوا الوطن ليبحثوا عن أوطان أخرى يعيشون فيها بكرامة. وإن هذا الواقع السلبي لم يأت من فراغ بل نتيجة للأداء المتواضع لمجمل مؤسسات شعبنا وفي مقدمتها السياسية والكنسية.إننا في حزب أبناء النهرين.. نعيد إلى الأذهان وبهدف التذكير، بأننا حاولنا أن نفي بجزء يسير مما هو في أعناقنا وفاءً لتلك الدماء التي سالت في سميل عام 1933 من خلال إقامة مشروع نصب تذكاري للشهيد الآشوري في مكان المجزرة في قضاء سميل، إلا أن محاولتنا تلك قد جوبهت وللأسف بالالتفاف عليها بغية عزلنا عن الحدث، وتنسيبها إلى جهات سياسية أخرى إدعت استحصالها الموافقات منذ شباط عام 2019. علما إننا كحزب أبناء النهرين كُنا قد أتممنا كل الإجراءات الفنية والإدارية وكذلك الموافقات الرسمية لإنجاز هذا النصب، ولا زلنا بانتظار التنفيذ.ورغم كل ما تقدم فإننا لا نُخلي ساحتنا من المسؤولية عن هذا الواقع عموما والذي تمر به قضيتنا القومية، ولكن.. وكما عاهدنا شعبنا دوما وبصدق، فإننا لن نحيد عن قول الحق والحقيقة، والمطالبة المقرونة بالمواقف على الأرض بغية نيل حقوق شعبنا، وسنواصل نضالنا مهما كانت الظروف الضاغطة على نشاطنا وفعاليتنا، وسنسعى دوما نحو تحقيق وحدة شعبنا بكل مسمياته بغية وضعه في المكانة التي تليق به بين مكونات المجتمع العراقي.المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار.المجد والخلود لكل شهداء الحرية والحق في كل مكان.
حزب أبناء النهرين
7 آب 2021
